الجمعة، نوفمبر 24، 2006

أجمل حب

كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة
وجدنا غريبين يوما
و كانت سماء الربيع تؤلف نجما ... و نجما
و كنت أؤلف فقرة حب..
لعينيك.. غنيتها!
أتعلم عيناك أني انتظرت طويلا
كما انتظر الصيف طائر
و نمت.. كنوم المهاجر
فعين تنام لتصحو عين.. طويلا
و تبكي على أختها ،
حبيبان نحن، إلى أن ينام القمر
و نعلم أن العناق، و أن القبل
طعام ليالي الغزل
و أن الصباح ينادي خطاي لكي تستمرّ
على الدرب يوما جديداً !
صديقان نحن، فسيري بقربي كفا بكف
معا نصنع الخبر و الأغنيات
لماذا نسائل هذا الطريق .. لأي مصير
يسير بنا ؟
و من أين لملم أقدامنا ؟
فحسبي، و حسبك أنا نسير...
معا، للأبد
لماذا نفتش عن أغنيات البكاء
بديوان شعر قديم ؟
و نسأل يا حبنا ! هل تدوم ؟
أحبك حب القوافل واحة عشب و ماء
و حب الفقير الرغيف !
كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة
وجدنا غريبين يوما
و نبقى رفيقين دوما

محمود درويش

الثلاثاء، نوفمبر 21، 2006

بحبك


..بحبك
..ومش قادر اقولهالك
..بحبك فى بعدك
..بحبك كفكرة
..بحبك
..وحبك عندى اهمالك
..وعارف ان انت حسانى
..وفهمانى
..وفهمانى
..ورغم البعد شايفانى
..ورغم القسوة فى عنيا
..ساعات بتحسى حنية
..فى لمسة ايدى
..فى كلامى
بحبك
!مسامحانى؟

الأربعاء، نوفمبر 15، 2006

محمد عفيفى..الساخر الأعظم


من افضال والدى العزيز عليا انه ورثنى عادة سيئة بالنسبة لاصحابى و هى عادة التتنيح و الثبات امام اى رصيف عليه كتب ان شالله كتب سلاح التلميذ الشىء اللى بيخلى اصحابى يشدونى من قدام الرصيف و رقبتى تفضل ملووحة عليه..هو ده كان السيناريو اللى حصل امبارح و انا ماشية مع داليا صاحبتى فى احد شوارع المحروسة برضه كالمعتاد وقفت قدام رصيف و كالمعتاد استعدت داليا انها تشدنى عندما..صرخت فجأة ايه ده؟و قربت من كومة الكتب على الرصيف علشان اتأكد..ده هو فعلا..و بسرعة مسكت الكتاب و جريت على البياع النوبى المبتسم بكام ده يا عم..أجاب بحذر و استعداد للفصال معايا زى ما بيحصل دايما مع الزباين.أتنين جنية..كان ممكن افاصل معاه و آخد الكتاب بنص جنية..بس مقدرتش..الاسم اللى مكتوب على الكتاب كان بالنسبة لى اسم لا يمكن الفصال عليه.. لوكان قال اى مبلغ اعلى من كده بكتير كنت هدفعله برضه بذات الصمت اللى خلى البياع يستغرب و يندم انه مطلبش اكتر..الاسم اللى اى كلمة من اللى هكتبها عليه متكفيش..اسم ..محمد عفيفى
هذا الكاتب الجميل رحمة الله عليه..الساخر بسلاسة..الراقى ببساطه..اللى ممكن ينتزع منك ضحكة بسهولة و دمعة بسهولة ايضا..هذا الاسم الذى لا يمكن الفصال عليه
و هكذا كنت فى الطريق بيتنا وفى شنطتى كتاب:ترانيم فى ظل تمارا..هذا الكتاب اللى فضلت زمن ادور عليه و لم اجده و لما بطلت ادور عليه..وجدته..و كأن العثور على كتاب لمحمد عفيفى لابد و ان يحمل فى ثناياه جزء من سخرية هذا الكاتب العظيم
كالعادة كان اللى عرفنى على محمد عفيفى هو استاذنا الرائع..الاجدع من ستيفن كنج ... ديستوفسكى مصر..د.احمد خالد توفيق فى رواية من اجمل رواياته فى سلسلة فانتازيا(فلاسفة فى حسائى)لأبدأ حكاية عشقية مع كتابات محمد عفيفى رحمه الله..ترانيم فى ظل تمارا هى آخر ما كتب محمد عفيفى قبل وفاته..بغلاف لحلمى التونى متصمم ببساطة و كأنها رسومات طفل ليؤكد بساطة و جمال مؤلف الكتاب..كتاب يأخذك معاه لتفاصيل حياة ساخرنا العظيم..ليدعوك لكوب عصير ليمون معاه فى حديقته علشان يعرفك على زهيرة و تمارا و رينا أشجاره اللى مسميهم و بيكلمهم و على مونى القطة بتاعته و على فيدو كلب الحارس و على فروشة الفراشة البيضاء اللى بتقف على حوض الورد كل صباح و اللى بيفترض كل يوم انها هى نفس الفراشة..و على ضفدوع لو كان ذكر ضفدوعة لو كانت مؤنث اللى بيقفز مارا بحديقته كل يوم ليتبادلا حوار بليغ جدا هو:آووو
آووو
على آمينة زوجته اللى تجاوزت الستين و لسه بيحبها..على ابراهيم ابنه الشهيد..وحماده ابنه المهاجر..و فى نهاية الترانيم الممتعة يخليك تبكىلما مونى القطة تموت بعد ما كان بيتعامل معاها كفرد من العيلة بسنوات عمرها العشرين اللى تماثل سنوات عمر ابنه المهاجر و تحمل ذكرياتهما المشتركة اللى ماتت فى نفس وقت قطع شجرته رينا..فى نفس وقت تعب زوجته و سفرها لابنهما..فى نفس وقت انهيار الكرسى القش الاصفر اللى كان بيقعد عليه تحت ظل تمارا و كأن ذهاب شىء واحد جميل فى حياته كافى لذهاب كل شىء
ترانيم فى ظل تمارا..اقرأوا هذا الكتاب..دوروا عليه فى دار نشر الشروق ..و لو لقيتوه على اى رصيف ارجو انكوا تشتروه لأن كتاب زى ده ميستهلش الرصيف ابدا.. و لو ملقتهوش سيبوه هو يدور عليكوا و أكيد هيلاقيكوا زى ما لقانى
لتقريب صورة الاستاذ محمد عفيفى هذه هى وصيته اللى كتبه بنفسه قبل موته نقلا عن موقع ديوان العرب للاستاذ احمد كمال الوكيل
" عزيزى القارئ : يؤسفنى أن أخطرك بشىء قد يحزنك بعض الشىء وذلك بأننى قد توفيت ، وأنا طبعا لا أكتب هذه الكلمة بعد الوفاة (دى صعبة شوية) وإنما اكتبها قبل ذلك ، وأوصيت بأن تنشر بعد وفاتى ، وذلك لإعتقادى بأن الموت شىء خاص لا يستدعى ازعاج الآخرين بإرسال التلغرافات والتزاحم حول مسجد عمر مكرم حيث تقام عادة ليالى العزاء .
وإذا أحزنتك هذه الكلمات ، فلا مانع من أن تحزن بعض الشىء ، ولكن أرجو ألا تحزن كثيرا . "

و هذه هىاعماله:
أنوار (مجموعة قصصية) ـ التفاحة والجمجمة (مسرحية) ـ بنت اسمها مرمر (قصة) ـ فانتازيا فرعونية (رحلات) ـ شلة الحرافيش (قصة) ـ سكة سفر (رحلات) ـ وسلاسل مقالاته (ابتسم من فضلك) ، (ابتسم للدنيا) ، (ضحكات عابسة) ، (ضحكات صارخة) ، (للكبار فقط) ..
طبعا بالأضافه لأبداعه الأخير ترانيم فى ظل تمارا
الله يرحمك يا استاذنا العزيز

السبت، نوفمبر 11، 2006


على نفس المائدة المنزوية فى ابعد ركن من المطعم..جلسنا..كنا نضحك..و نتحدث..و نعشق دون كلام..هو بكل ملامحة الرقيقة و صوته العذب..كان يغنيلى..عودونى عنيك احبك..بصوت خافت ساهم فى جعلى احلق للسماء السابعة و اعود..
كان يعشق عمرو دياب لذا بمجرد ما بدأت اغنية خليك فاكرنى تتصاعد فى هواء المطعم..اصر ان نرقص عليها..قلت له ضاحكة..غير مسموح بالرقص فى هذا المكان..اجاب:انا رجل يعشق الممنوعات.تذكرت آخر كان يعشق الممنوعات بذات الشكل..ثم نسيته عندما. اخذنى من يدى و بدأ يرقص معى ..كنت اشعر بمزيج من الفرحة و العشق و الحرج جعل الدم يجد فى وجهى ملاذ له لا يفارقه..كنت اتطلع فى وجوه الناس المتعجبة حين رأيته..كان جالسا فى المائدة المقابلة للذاكرة المشتركة لنا معا..كنا من مكاننا السابق نراها خالية ..كان ينظر لى دون ان يرمش حتى..نظرة جعلت الدماء تعود الى قواعدها تاركة وجهى الشاحب..نظرت له من خلف كتف الذى اراقصه..كان يجلس معه ايضا هذا الذى كان سببا او واحدا من اسباب فراقنا..هذه العلاقات الثلاثية التى اصبحت رباعية الآن لا تريحنى..و كان الآخر يرمقنى ايضا بانفعال ملحوظ كان لا يستطيع ابدا مداراته عندما تورطت فى حبهما الاثنان معا فى نفس الوقت..كنت لا اعرف من فيهما احبه اكثر..و الاثنان يكملا بعضهما البعض ..هو الرومانسية المجنونة..و الآخر الجنون الرومانسى..
قام الاول و همس بكلمات للجالس على الميكسر.فتصاعد صوت منير..جوايا قلبى شجر مقلوع..بعطش اليكى و احن و اجوع..هذه اغنيتنا..يالك من قاسى..كنت قد اصبحت فى حالة مزرية..لملمت قلبى و اتجهت اليهما..ازيك ..وجهت السؤال للأول..لم يرد..نفس النظرة التى لا تهتز..نفس الثقة و الابتسامة الخافتة..و السيجارة فى اليد..ازيك..للأخر..كويس..رد و السيجارة فى يده تهتز..اقترب منى الثالث مبتسما بتساؤل..فعدت معه..اخبرته انى قد تأخرت ..فخرجنا معا..فى سيارته لم نتحدث..هو أحس بشىء غريب..عايزة تقوليلى حاجة..بابتسامة منطفئة قلت..لا ابدا..هبطت امام البيت..و انتظرت حنى ذهب..قفزت فى اول تاكسى و عدت ادراجى..كنت اراهن عليه..بعثت بالنادل ليناديه..فآتى..كنت اعرف انه سيأتى..دون كلمة كنا فى اتجاهنا الى نفس الصخرة المطلة على النيل التى كنت الجأ اليها وحدى..و يلجأ اليها وحده وجدنا انفسنا امامها نحن الاثنان..نظر لى و ابتسم بتواطؤ فكرى.. جلسنا معا ناظرين الى صفحة الماء..الصمت هوالمسيطر علينا..الى ان كسره..قال لى دون ان يلتفت..بتحبيه؟قلت و انا انظر لاسفل..آه
قال لى دون ان يلتفت ايضا..و بتحبيه؟نظرت امامى و ابتسمت..آه
قالى لى دون ان يلتفت..و بتحبينى..نظرت له و اتسعت ابتسامتى و قلت..بحبك
نظر لى ..و وضع كف يده على كف يدى فتشابكا..يبقى بتحبينى....و هنا ارتفع صوت الهاتف فى يدى كان بذات الاغنية..جوايا قلبى شجر مقلوع..نظر لى بتساؤل رديت على الهاتف كان هو..قال انت بخير..قلت نعم..اغلقت الهاتف..كان الاول قد ذهب..قمت ورائه..فى ايه..صحت..التفت لى و اشعل سيجارة..دى اغنيتنا..انت عملتى اغنيتنا نغمته؟..قلت..فى العشق آه و لا شىء ممنوع....ابتسم..وذهب
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...