ان اكتشف فجأة اننى سارا نوريغا بدلا من فيرمينا داثا هو شىء لا يصدق..فالى جانب ان سارا نوريغا قد انتهى بها المقام كمجذوبة وهذا ما اسير نحو فعله بنجاح تام.. فهناك ايضا من يقول عن سارا نوريغا انها عاهرة..انا لااصدق ان سارا نوريغا عاهرة فى الواقع انا اراها اكثر تفاعلا و حماسا و عاطفة من فيرمينا داثا المغرورة التى تخلت عن فلورينتينو اريثا لانها اكتشفت ان شكله لا يلائم جمالها..فلورينتو اريثا ايضا كان نصف افاق..فالى جانب انه ليس مخلصا حقا كما يدعى امام فيرمينا داثا..فهو يقضى وقته فى استغلال النساء الحزينات لتقضيه وقته ..وهو ايضا يثير الغثيان بمحاولاته الدائمه لاستماله امرأة متزوجه لا تحبه..و الغريب ان الغريم و الذى من المفترض -كما تنص قواعد الفلام العربيه الصارمه-ان يكون سخيفا ثقيل الظل يوسف شعبانى الطابع..قد كان هنا اكثر اتزانا من فلورينتينو اريثا نفسه..فقد كان الدكتور خافينال اوربينو رجلا لا يمكنك الا ان تعجب به و برقته و قدرته على الاقناع الجميل..فى الغالب انا قد اكتشفت انى سارا نوريغا بعد ان اكتشفت ايضا ان من كنت اظنه خافينال اوربينو هو فى حقيقه الامر فلورنتينو اريثا..وهذا يجعلنى اتسائل أينا اكثر بؤسا من الاخر..فعلى الاقل انا قد تحولت بين ليلة وضحاها من سيدة ثقيلة الظل لا تعرف شيئا عن حقيقة نفسها ولا تحب البذنجان الاسود الذى اعشقه خاصة وهو نىء..الى ارمله متقلبة غريبه الاطوار بشكل يثير الاعجاب و الدهشه أمّنت لفلورنتينو حياة مستقرة نوعا رغم انه لم يحبها ابدا..ورغم انها هى الوحيدة من بين نسائه الكثيرات من تركت مرارة فى حلقه بعد ان جنت تماما..
اما هو ..هو المسكين قد تحول من رجلا متزنا يبعث برسائل الحب الرقيقه البسيطه التى يصارح فيها فيرمينا داثا(انا سابقا)بحبه لتحفظها بفرحة حقيقية فى مكان يختلف عن المكان الذى كانت تحتفظ فيه برسائل فلورينتينو التى اتصورها (كأنا حقا و ليست فيرمينا داثا ولا سارا نوريغا)مبلله معروقه عليها بقع من كولونيا رخيصه تزكم انفى المسكين...الى هذا الذى احكى عنه ..فلورينتينو اريثا الرجل الذى وضع حياته فى كف امرأة لا تريده..ليعمل و يعيش و يتنفس على امل ان تريده يوما ما..فى الواقع انا اكثر سعاده كسارا نوريغا..و احب ايضا ان اوضح ان حياتى التى انتهت كمجذوبة فى مشفى هى حياة افضل بكثير من البقاء مع من هو مثل فلورنتينو اريثا على ظهر مركب مدى الحياة ..و لفلورنتينو اريثا و الذى كان خوفينال اوربينو ان يندم كما يشاء.. فبعيدا عن احتماليه ان يزهد كليا فى فيرمينا داثا بعد ان ينالها (كما يفعل الرجال فى مصر) و ان يتضح له بعد كل هذا ان كل ما فى الامر ان الممنوع مرغوب كما جرت العادة وانه فعل كل هذا ليرد ثقته بنفسه والتى ذهبت برفض فيرمينا داثا له ..فسارا نوريغا قد كانت هى حقا امرأة حياته و ربما فى نهايته الآبدية مع امرأة لازالت لا تحبه مثل فيرمينا داثا و التى وافقت على رفقته البائسه لانه الخيار الاخير امامها بعد ان تحولت لضفدع عجوز بعض المواساه لسارا رونيغا المجذوبه التى كانت جميلةو التى لا تزال تلقى الشعر البذىء على اذان باقى المجاذيب فى مشفى الراعية الآلهية للصحة النفسية
هناك تعليق واحد:
salam. nice blog
إرسال تعليق